كيف تعالج مسألة الحنين إلى الوطن أثناء دراستك في الخارج؟

 

من المؤكد أنّ الحنين إلى الوطن لن يبعث في نفسك أي شعور مستحب إذا كنت تدرس في الخارج، وكذلك إن كنت تدرس ببلدك ولكنك بعيد عن منزلك، بيد أنّه من الممكن أن تتأقلم مجدّدًا وتستمتع بحياتك الطلابية بمجرد بذل مجهود بسيط يساعدك في ذلك.

عادة ما تؤثر الضغوطات الناجمة عن بدء حياة جديدة في أماكن غير مألوفة إلى درجة كبيرة في النفس، إذ ليس الابتعاد عن العائلة وعن الأصدقاء بالمسألة السهلة، لكن بإمكانك في حال شعورك بتفاقم حنينك إلى وطنك بأن تتبّع هذه الخطوات الأساسيّة الخمس للتحكّم بمشاعرك هذه بدرجة أكبر:

1.الخروج من الغرفة

 من الأفضل مواجهة الأمر الواقع، إذ ما من فائدة في الجلوس في غرفتك والتحسّر على نفسك طوال اليوم، فهذا سيزيد من حنينك وشعورك بالوحدة، وسيفاقم من حالتك أكثر. تزخم الجامعات بالفرص التي من شأنها أن تسهم في مساعدتك على الانضمام لنشاطات جديدة والتعرّف على أصدقاء، فمثلاً بإمكانك أن تقضي وقتك في رياضة ما، أو الانضمام إلى النوادي الطلابية أو الجمعيات، أو إيجاد عمل لوقت جزئي، أو أن تراجع التقويم الخاص بالنشاطات المقامة في حرم الجامعة. ستشغلك كل هذه النشاطات عن التفكير بالوطن. أليس هذا بالأمر المنطقي؟

2.التفكير بصورة إيجابية

 أعلم أن الكلام أسهل من الفعل، لكن إذا حاولت بصدق، فمن الممكن أن تحافظ على التفكير الإيجابيّ. لن يشعرك التفكير بالسلبيات بأي تحسّن، لذا فلتفكر دومًا بصورة إيجابيّة. فبإمكانك أن تكتب قائمة بالأمور الإيجابيّة التي تحدث لكل أسبوعيًّا، من مثل الأشياء الجديدة التي تعلّمتها والفرص التي كسبتها والأصدقاء الذين تعرّفت عليهم. ويمكن للابتسامة التي تبديها على وجهك بدل العبوس هذا أن تعدّل من مزاجك إذا شعرت بتفاقم حالتك.

3.الحفاظ على صحتك

 اكتب قائمة بالأطعمة التي من شأنها أن تبعث الراحة في جسدك. فمن المهم أن تتذكر أنّه من الضروري المحافظة على صحّتك أثناء ابتعادك عن بلدك. فهذا سيشعرك أنّ جسدك بحالة أفضل، وكذلك سيحسّن من معدلات الطاقة لديك ويعزّز من تركيزك. وستساعدك المحافظة على صحتك في تجنّب الأمراض الأخرى، من مثل الأنفلونزا. تذكر أن تأكل جيداً، ونأخذ قسطًا كافيًا من النوم وأن تشرب الماء بانتظام.

4.البقاء على تواصل مع الأهل والأصدقاء

سيعدّل التحدّث مع شخص قريب إلى قلبك الكثير من مزاجك، لذا فلتحافظ على تواصلك مع العائلة والأصدقاء. إذ بإمكانك استخدام هاتفك أو برنامج (سكايب) أو خدمة الرسائل النصية أو الرسائل الورقية أو البطاقات البريدية. لا تبق موضوع حنينك إلى الوطن موضوعًا سريًّا أثناء تواجدك في الجامعة، تحدث بمشاكلك إلى أصدقائك في الجامعة وستشعر بالراحة أكثر، لكن لا تحوّل مثل هذه المحادثات إلى فرصة للندب على وضعك الحالي، إذ يجب أن تكون شخصاً إيجابياً.

5.الاستفادة من خدمات الدعم الطلابية

لا تتردّد بمراجعة خدمات الدعم الطلابي التي تقدّمها الجامعات في حال عجزك عن التحكم بمشاعر الحنين هذه. فمشاعرك هذه مشاعر طبيعيّة بالطبع، لذا فإنّ الجامعات على إطّلاع بوسائل للتخفيف من مشاعر الحنين هذه. فبإمكان قسم الدعم الطلابي الموجود في جامعتك أن يقدّم لك بعض الخدمات الاستشارية وبرامج تتضمن بعض النصائح، أو من الممكن أن تنصحك بالاشتراك ببعض النشاطات التي ستجعلك تشعر بأنك في بلدك بصورة أكبر.

أخيراً ينبغي عليك أن تتذكّر أن شعورك بالحنين هذا ليس خاصّا بك وحدك، بل هو خبرة مشتركة، فيتوجب عليك أن تجرّب هذا مثل آلاف الطلاب الآخرين حول العالم.

شارك المقال
فيسبوك تويتر جوجل+ بينتريست إيميل