كيف أثّرت الدراسة في الخارج على أهدافي الأكاديميّة والشخصيّة؟

انطلقت في مغامرة لطالما أردت الذهاب فيها. هذه الرحلة، الدراسية في المملكة المتحدة، كانت عبارة عن رحلة لتحقيق أحلامي. حيث قدّمت لي فرصة الدراسة في بلد أجنبي والسفر إلى قارة لم أزورها من قبل فكرة، مبدأ، أماكن وأشخاص ما كنت سأقابلهم بأي طريقة أخرى في حياتي.

قدّمتني البرامج التعليميّة التي شاركت فيها هنا إلى مجالات وتقنيات تحليلية، الكثير منها لم يتواجد في مكان دراستي الأصلي بالإضافة إلى الكثير من وجهات النظر الجديدة والمبادئ التي تعلمتها، فقد كانت بسبب المجال الواسع من الصفوف الدراسيّة التي يمكن للطالب الأجنبي أن يشارك فيها بالإضافة إلى برامجها.

يسمحون للطلاب المشاركة في مجال واسع من الفصول التعليميّة في مختلف الفروع الكبرى والكثير منها على الأغلب لن تجده في بلدك أو موطن دراستك. قبل أن أتقدّم للدراسة في الخارج، قمت بشكل دقيق وحذر بدراسة جميع البرامج والفروع الدراسيّة المُقدمة والمتوفرة لمعرفة ما إذا كانت مجالاتي الدراسيّة متوفرة.

وعندما تمّ قبولي في البرنامج الأكاديمي للطلّاب الأجانب في الجامعة، كنت متفاجئاً أن جميع المواد الدراسيّة تم اختيارها نيابةً عني. كنت قد أرسلت للجامعة رسالةً عن أهدافي واهتماماتي الأكاديمية. فقرر المعلمون في الجامعة ما عليّ أن أدرسه أثناء قضائي للوقت في الخارج بناءً على كتاباتي وتصريحي الشخصي ذاك.

بدى الأمر لي غريباً في البداية خاصةً مع وجود تنوّع كبير بين النماذج الدراسية التي اختاروها لي. لكن مع اقتراب انتهاء فترة دراستي هنا، أصبحت أدرك مقدار المجالات التي تغطيها هذه البرامج الدراسيّة الواسعة.

بالرغم من أن كل وحدة تعليمية تأتي من اختصاص معيّن مختلف، أجد نفسي مرتبطاً بكل واحدةٍ منها. ثمّ لاحظت أن هناك أجزاء من كل برنامج جذبت انتباهي كثيراً وهي التي كانت ترتبط باهتمامي الأكاديمي المباشر، فالمحاضرات وورش العمل التي استمتعت بها كان لها ارتباط مباشر بالاختصاص الذي أريده.

كانت المكتبة هنا مصدر رائع للكتب المُتعلقة بمجالي. من دون ملاحظتي للأمر في البداية، لاحظت أن الفصل الذي قضيته في دراستي خارجاً قد ساعدني في تأكيد اهتماماتي العلميّة وما أريد متابعته والتخرّج منه مستقبلاً، آملاً المتابعة به أيضاً في مجال بحثيّ وعملي المستقبليّ.

إذاً مستقبلي، أو المستقبل الذي آمل أن أتابعه على كل حال، أصبح أكثر وضوحاً ليّ الآن. لن أقول أني وجدت نفسي أثناء رحلتي إلى أوربا لكن ما قامت به هذه الرحلة بشكل كبير هو تذكيري بما أعرفه مسبقاً عن نفسي وتقديم وجهة نظر أخرى لأرى بها نفسي. الأمر الذي يمكنني أن أقول أني اكتسبته من هذه الرحلة هو أني بالفعل وسّعت من آفاقي.

استخدمت معظم الأوقات هنا في محاولة للتعرّف على أصدقاء وطلّاب دوليين جدد، الذين في الحقيقة يوفّرون مخزون محادثات لا نهائي بمقارنتهم لجميع الأمور الصغيرة بين دولنا. فهم ينظرون إلى طريقة حياتنا الطبيعية وكأنها أجنبية ومختلفة. فقمت بتقديم الإنجليز وتعريفهم على أعيادنا.

بشكل عام، أشعر أن لديّ إدراك أفضل حول الطريقة التي ينظر فيها الأجانب إلينا وأيضاً كيف يختلف بالمقابل العالم الخارجي. قمت أيضاً بالتواصل مع الكثير من الأشخاص في إنجلترا، أوروبا، وباقي أنحاء العالم وهو أمر قد يأتي بإفادة في المستقبل الذي اسعى له.

قمت بإنجاز الكثير هنا. إلى جانب بعض العمل والمعرفة الأكاديمية التي اكتسبتها في طريقي، اعتبر أن كل الأمنيات التي حذفتها من دفتر أحلامي كانت إنجازي الآخر الكبير. قمت بزيارة حجر Blarney الشهير، شاهدت نصب Stonehenge التذكاري، تحدثت اللغة الإسبانية في إسبانيا، واستكشفت إيرلندا. أيضاً آمل أن ألقي نظرة على الأضواء الشمالية عند زيارتي لأيسلندا قبل توجّهي إلى وطني.

أحظى الآن بمغامرة لم أتمكّن حتى سابقاً من تخيّلها أو الحلم بها. استكشفت مدينة لندن الخلّابة على ظهر دراجة هوائية. قضيت مسائي في قلعة هائلة تُعدّ مرصد فضائي. شاركت في رحلة إلى برشلونة. سبحت في البحر الأبيض المتوسط وشاهدت أجمل حديقة منحوتات في النرويج لم أكنّ حتى أعلم بوجود شيء مماثل لها في العالم. استمتعتُ كثيراً بتجميعي للعملات المختلفة أثناء رحلتي. شكّلت ذكريات ومجموعة أصدقاء سترافقني متى ما حييت.

تغيّرت حياتي حرفيّاً. كنت شخصاً مُستقلاً سابقاً، لكن عن طريق تنظيمي لدراستي في الخارج قمت بإظهار هذا الأمر الآن. أملك الآن كل الخبرات لأقدّرها واتعلم منها بالإضافة إلى إنجازات يمكنني إضافتها إلى سيرتي الذاتية ومُلخصها أني شخص قادر وناضج بما فيه الكفاية لأخذ زمام المبادرة للانتقال، والتكيّف مع بيئة جديدة مختلفة تماماً عن تلك التي عرفتها سابقاً، ومع ذلك التعلّم من موارد جديدة لا نهائية.

شارك المقال
فيسبوك تويتر جوجل+ بينتريست إيميل