تعرف على تاريخ معاهد كابلان الدولية بمناسبة ذكرى تأسيسها الثمانين

نحتفل هذا العام بذكرى ميلاد كابلان الثمانين. يصعب علينا أنّ نصدق أنّ معاهد كابلان التي يبلغ عددها المئات والموزعة حول العالم لمساعدة أكثر من مليون طالب لتحقيق حلمهم قد بدأت في قبو في بروكلين. 
 

"بدأت في اليوم الذي ولدت فيه، أو قريباً من ذلك الوقت"
 

أُنشئت شركة كابلان في عام 1938، لكن بحسب ستانلي كابلان فإنّ القصة بدأت أبكر من ذلك حتى. ورث حبّ التعليم من أبويه المهاجرين – خاصةٍ من والدته، إيريكا. كانت متقدة الذكاء لكنّها لم تحصل على تعليمٍ في الجامعة، مما جعلها مصممة على حصول جميع أطفالها على تعليمٍ جامعي. ملأت إيريكا قبوها بالكتب: موسوعات، بالإضافة إلى قصصٍ عن مخترعين ومغامرين. أنشأ ستانلي في سن السابعة مكتبة لإعارة الكتب لأطفال الأحياء المجاورة – بكافة تجهيزاتها من بطاقات اشتراك للأعضاء يدوية الصنع حتى أجور التأخير. 
 

ثمّ بدأ بالتدريس عندما بلغ التاسعة من العمر. 
 

"بينما كان يمثّل الأولاد الآخرون دور الطبيب، كنت أفضّل تمثيل دور الأستاذ. إذا اشتكى أصدقائي من المعادلات والنسب، جلبت قلم رصاصٍ وورقة لأشرح لهم كيف يستطيعون حل المشكلة." كما ذكر في سيرته الذاتية، الاختبار التجريبي. بينما كان بعض زملائه متلهفين للحصول على مساعدته، لم يكن البعض ممتناً للحصول على دروسٍ من زميلهم في الصف الرابع. أحبّ ستانلي التدريس لدرجة أنّه كان يدفع 10 سنتات "لطلابه" ليجلسوا ويستمعوا إليه.
 

تعرف على تاريخ معاهد كابلان الدولية بمناسبة ذكرى تأسيسها الثمانين - مكتبة ستانلي

 

البدايات

 

أحالت أزمة الانهيار الكبير حياة عائلة كابلان المريحة إلى نهايتها وانهار عمل العائلة في السباكة دون أن يتمكن والد ستانلي من التعافي من الإنزعاج والخزي بشكلٍ كامل. لكن بدأت موهبة ستانلي كمدرّس، والآن، مع سنوات خبرته الطويلة، بالظهور. بالرغم من عمله بعدة أعمال غريبة لمساعدة عائلته، قام بتجاوز صفين في المدرسة. استمر بإرشاد أصدقائه وبعمله كمساعد مدرس غير رسمي في صف الجبر. قدّم له مستشار التوظيف عرضاً غيّر مسار حياته: مساعدة الطلاب الراسبين مقابل 25 سنت في الساعة. ذُهل ستانلي بالعرض حيث لم يتجاوز الرابعة عشر من العمر. 
 

"لا يوجد شيءٌ أكثر متعةً من مشاهدة وجه طالبٍ في اللحظة التي يتمكّن فيها أخيراً من فهم فكرةٍ ما. كانت مشاهدة ذلك بمثابة تحقيق النجاح الأكبر" – ستانلي كابلان

 

ومع ذلك، لم تكن مهنة التدريس هي المهنة التي كان يخطط لها ستانلي. كان ينوي الالتحاق بكلية الطب. بالرغم من أنّ العديد من الطلاب المهاجرين يجدون أنفسهم مدفوعين من قبل أهلهم للالتحاق بكلية الطب، كان كل الضغط الذي شعر به ستانلي ينبع من نفسه فقط – فقد كان والداه يفضلان أن يتّبع شغفه بالتدريس. لكنّه أراد أن يؤمّن لعائلته الاستقرار المادي واستعادة المكانة الاجتماعية التي كان على دراية كاملة بأنّه فقدها خلال فترة الانهيار الكبير. بدا الطب الطريق الأضمن. 
 

ذُهل ستانلي عندما تمّ رفضه من كلّ كلية طب تقدّم إليها. لم يتمكن من فهم السبب – كان يعرف أنّه يمتلك القدرة الفكرية، وبعد أن تجاوز بضعة صفوف في المدرسة، تمكّن من التخرّج من كلية المدينة عن عمر يناهز الثامنة عشر. توصّل أخيراً إلى استنتاج كئيب؛ لو كان قد درس في مدرسةٍ خاصة لساعده ذلك في تحسين صورته لكنّه تعلّم في مدرسة حكومية. لم ينسَ ستانلي الرفض الذي تلقاه، لكنّه تحوّل في عام 1938 عندما بلغ التاسعة عشر من عمره إلى التدريس وكرّس نفسه له في القبو الذي خصصه ليكون مكتبة في صغره. علّق لافتة خارج منزل والديه: "مركز ستانلي كابلان للتعليم". 

 

"يشبه قولك أنّك غير قادر على تحسين النتائج، كقولك بأنّك غير قادر على تطوير الطلاب، وأنا ضد ذلك".

 

في عام 1946 طلبت طالبة تدعى إليزابيث من ستانلي مساعدتها في اجتياز اختبارٍ جديد مخصص للقبول الجامعي: اختبار يدعى الـ SAT. لم يتمكن ستانلي قبل ثماني سنوات من إقناع كليات الطب بقدرته – لم تكن الدرجات العالية التي حصل عليها من مدرسته ذات الوضع المتدني كافية. لعلّ اجتيازه لاختبارٍ مثل هذا بدرجاتٍ عالية كان سيساعده في تجاوز العقبات التي وضعها التعصب في طريقه. لكنّه ارتبك بالاختبار أيضاً. كانت التعليمات تنصّ على أنّ الدراسة غير مفيدة – لأنّ اختبار الـ SAT يقيس ذكائهم الداخلي وليس معرفتهم.
 

لم يرى ستانلي فكرة عدم التحضير لاختبارٍ ما فكرةً جيدة، ولم يؤمن بأنّ القدرات الأكاديمية لن تتغير: عرف أنّه من الممكن تطوير مهارات التفكير وحلّ المشكلات. جعل إليزابيث تتدرّب على الرياضيات وتمارين فهم النصوص مراراً وتكراراً – لم يساعدها ذلك على تطوير قدراتها التحليلية وحسب، بل زاد ذلك من ثقتها بنفسها أيضاً. عندما انتهى من تدريسها، تمكّنت اليزابيث من اجتياز اختبار الـ SAT بسهولة. 
 

انتشرت الأخبار بأنّ ستانلي كابلان يستطيع أن يساعدك في الدخول إلى الجامعة: وهرع الطلاب الذين يرغبون في تحقيق أحلامهم إلى تلك الشركة التعليمية الموجودة في القبو. سعد ستانلي بالتأكيد بعمله الجديد لكن عنى نجاحه له أكثر من ذلك. نظر إلى ما كان يقوم به على أنّه خلق لفرص متكافئة، إعطاء الطلاب الذين لم يكونوا قادرين على تحمّل نفقات الجامعات الخاصة الباهظة فرصةً لينافسوا غيرهم.

 

تعرف على تاريخ معاهد كابلان الدولية بمناسبة ذكرى تأسيسها الثمانين - صفو ف التحضير

 

 

"كان الناس يأتون من مختلف الولايات ليتعلّموا في بروكلين القديمة الصغيرة"

 

امتلء القبو خلال سنواتٍ قليلة بالطلاب والكتب. افتتح ستانلي معهده الأول المجهّز بشكلٍ كامل في عام 1951، والثاني في 1957. وبحلول الستينات، امتلكت شركة كابلان 17 مركزاً لتدريب الطلاب ليس على اختبار الـ SAT وحسب لكن على الكثير من المؤهلات التي قد تغيّر حياتهم مثل: GMAT، MCAT، وGRE. 
 

كان بناء معرفةٍ عميقة بالمادة جزءاً أساسياً في منهاج ستانلي في التعليم، لذا احتوت جميع المعاهد على مكتبةٍ يستطيع الطلاب فيها قضاء ساعتين إضافيتين يعززون ما تعلموه في الصف. استمرت معاهد كابلان في اتباع نهج ستانلي بعد مرور عقود، باحتوائها على مراكز للوسائط ومختبرات للحاسوب مجهّزة بالمواد التي صممت خصيصاً لمساعدتك في التدريب.

"لا تقلق. إذا لم تفهم ما أخذته اليوم، يمكنك الاستماع إلى الشريط في الغد" – ستانلي كابلان

تعرف على تاريخ معاهد كابلان الدولية بمناسبة ذكرى تأسيسها الثمانين - بداية مركز ستانلي من قبو والديه

 

 

ملك التحضير للاختبارات

 

لم يكن الجميع سعيداً بنجاح ستانلي. بغض النظر عن عدد الطلاب الهائل الذين رأوا نتائجهم تتحسّن، أصر كل من أمانة الجامعة التعليمية وخدمة الاختبار التعليمي على أنّه من المستحيل التحضير لاختبار الـ SAT وعاملوا ستانلي كرجلٍ مخادع. لكنّ الإثبات أتى في عام 1979 عندما قامت لجنة التجارة الفدرالية بالتحقيق وأكّدت أن منهج معاهد كابلان يمكنه بالفعل تحسين علامات اختبار الـ SAT. انتشرت العائلة عبر الولايات المتحدة، ودعت أمانة الجامعات ستانلي للتحدّث في مؤتمرها السنوية عام 1983.
 

تم قبول ستانلي من قبل المؤسسات التعليمية بعد أكثر من  46 عاماً من شعوره كغريب. كان الأمر منهكاً. "لم أكن أتخيل حتى في أحلامي أنني سأتحدث إليكم اليوم هنا". 
 

استمر ستانلي بالعمل والتدريس لصالح شركة كابلان حتى بعد أن قام ببيعها لشركة واشنطن بوست في عام 1984. تقاعد في عام 1994 وقد بلغ الـ 75 من العمر، بعد أنّ كرّس 56 سنة للتعليم. بالرغم من أنّ حكاية شغف ستانلي في التدريس قد بدأت قبل فترةٍ من تأسيس كابلان، لكنّها استمرت بعد أن تركها. أسس مع زوجته ريتا مؤسسة ريتا وستانلي كابلان العائلية، المخصصة للرعاية الصحية، الفنون، وبالطبع التعليم. 
 

توفي ستانلي عن عمرٍ يناهز التسعين في عام 2000 تاركاً وراءه إرثاً مميزاً – ساعد بتحقيق طموح ملايين من الناس من حول العالم الذين كانوا يتطلعون لحياة أفضل. تفخر معاهد كابلان الدولية اليوم بمتابعة عمله بفتح مجال الوصول إلى التعليم، وتغيير حياة الأشخاص نحو الأفضل. 
 

"كرّست حياتي لتلبية احتياجات الطلاب بطرقٍ لم تستطع أساليب التعليم التقليدية القيام بذلك، وتستمر كابلان في هذا التقليد إلى الآن." – ستانلي كابلان
 

هل ترغب بتجريب أسلوب كابلان في التعليم؟ انضم إلى دورة اللغة الإنجليزية الشاملة في إحدى وجهاتنا الـ 38 حول العالم.
 

شارك المقال
فيسبوك تويتر جوجل+ بينتريست إيميل
مقالات ذات صلة