أبقي الفكرة في رأسك: استراتيجيات لتحسين التعلم

جميعنا نستخدم  استراتيجات لنتذكر الحقائق الكثيرة والأفكار العديدة التي نحتاج للمحافظة عليها في رؤوسنا. ومن المهم للغاية للأساتذة والأباء والطلاب أن يفهموا العملية التي تقوم بها الذاكرة ليصبحوا أفضل في التذكر وفي مساعدة الطلاب على الاستيعاب واستخدام هذه الاستراتيجيات.

فكر كيف تقوم بمحاولة تذكر الأشياء:

  • عند محاولتك تذكر رقم هاتف، هل تقوم بتكراره لنفسك عدة مرات حتى تتذكر كامل الرقم وتقوم بضغطه على الهاتف؟
  • عندما تذهب إلى بائع الخضار وتريد أن تتذكر أربع أشياء هل تبقى ثانياً لأربع أصابع كي تذكرك بذلك؟
  • عندما يسألك أحدهم عن حفلة زواج ذهب إليها منذ عدة سنوات، هل تتذكر ذلك؟ بعض الناس قد يفكرون أولاً بالطعام، بينما آخرون سيتذكرون فستان العروس بينما غيرهم قد يتذكر الديكور.
  • بماذا تقوم لتتذكر مكالمة هاتفية هامة عليك القيام بها فور وصولك إلى المنزل؟ فعندما تصل إلى المنزل سيأتي الجميع لإخبارك بأشياء عاجلة تلهيك عن ذلك، وليس لديك أي ورقة لتكتب ذلك الآن! البعض قد يبتكر أغنية ويستمر بترديدها عن الموضوع، بينما البعض سيركبون ذاكرة بصرية عن شيء سيرونه في المنزل ليذكركم بذلك حال وصولهم.

إن هذه الاستراتيجيات للتذكر تشكل جزءاً أساسياً من عملية التعلم، فهي تساعدنا على ترتيب المعلومات في أنماط معينة وتشجع التعليم الهادف. إن دماغنا انتقائي للغاية، فهو يعمد على تذكر المعلومات التي تشكل نمطاً قابلاً للتذكر لدينا.

وإنه من المفيد لنا كأساتذة وآباء وطلاب أن يكون لنا معرفة أساسية بكيفية تذكر الأشياء كي نقدر بشكل أكبر حاجتنا لمثل هذه الاستراتيجيات.

عملية الذاكرة

إن الذاكرة عملية معقدة للغاية تتضمن مكونات عدة تعمل بشكل تلقائي. كل شيء يبدأ بمستقبل حسي من بيئتنا، واستخدام نظامنا الحسي نحن نرى ونشم ونسمع ونتذوق ونتحسس الأشياء والمنبهات. ولدينا آلية لتصفية وتجاهل البيانات غير الضرورية وغير المرتبطة بالموضوع كملمس السجادة عندما نمشي عليها أو صوت جهاز التكييف. هذه الآليات المصفية تنظم البيانات المهمة في أنماط ذات معنى

إن استخدام الاستراتيجيات يلعب دوراً مهماً للغاية في تشكيل مدخل ليساعدنا على التقدم شيئاً فشيئاً باتجاه ذاكرة طويلة المدى بشكل ذي معنى وقابل للتذكر. ولتأسس ذاكرة أطول مدة، نحن نحتاج لمنع المعلومات من أن تلقى جانباً، وننجز ذلك بدعمها بالمعنى من خلال المعلومات السابقة الموجودة لدينا مسبقاً.

إذا كانت المعلومات مهمة ومكررة بشكل كاف فإنها تنتقل إلى جزء آخر من الدماغ لترمّز هنالك ومن ثم تخزن في نهاية الأمر في ذاكرة طويلة الأمد. لا تودع الذاكرة كما هي بكاملها في مكان ما، فبدلاً من ذلك توضع مكونات معينة منها وتخزن كملفات فردية.

وبالتفكير بكيفية عمل الذاكرة، إنه لمن الأساسي إدراك أن لكل شخص طريقة مختلفة لمعالجة المعلومات وتذكرها. هنالك أكثر من طريق واحد لتخزين معلومة ما تماماً كما هنالك في العادة أكثر من طريق يقودنا لوجهتنا. وكل يختار الخيار والطريق الذي يناسبه وكلاهما صحيح طالما يصل في النهاية إلى الغاية المرجوة. وذلك هو الحال تماماً في الذاكرة فشخص ما قد يفضل تذكر قائمة ما بترديدها كأغنية بينما قد يفضل شخص آخر أن يتصورها في وضع معين يربطها معاً. ليس هنالك طريق خاطئ وطريق صحيح على الإطلاق.

وإليكم إحدى هذه الاستراتيجيات: الترديد والتصور والتنميط.

إن العديد من الطلاب يظنون أن قراءة شيء ما أمر كاف لتذكره، إلا أنه غالباً ليس كذلك، فنحن نتذكر الشيء بشكل أفضل عندما يكون منظماً ومردداً مراراً وتكراراً. فمن أجل تنظيم ذلك كله اتبع التعليمات التالية:

استرخ وقم بالتركيز: فالأشخاص المتوترون والذي يعملون تحت الضغط يميلون بشكل كبير للنسيان لاحقاً.

لا تتعجل: فإن معالجة المعلومات بشكل سريع يقلل الانتباه إليها.

نظّم: قم بتنظيم المعلومات في جداول وأشكال تساعدك على التذكر.

اكتب: أو كرر المعلومات التي تحفظها.

تخيل: اربط المعلومات التي تتعلمها بصور، فإن صورة واحدة يمكن أن تختزل مئات الكلمات.

ترجم: حول هذه المعلومات إلى أفكار بكلماتك.

اصنع أنماطاً للمعلومات التي تقوم بحفظها كأغنية ما أو كلمة تجمع حروف قائمة ما.

وكما قلنا في سياق الكلام، إن لكل منا طريقته الخاصة التي يمكنه أن يبنيها بنفسه بحيث تلائمه وتلائم المعلومات التي يقوم بدراستها كي يتذكرها بشكل أفضل في المستقبل، لذلك ليس عليك أن تتبنى استراتيجية معينة، بل لديك كل الحق في أن تغير فيها كما يناسبك.

شارك المقال
فيسبوك تويتر جوجل+ بينتريست إيميل