ترتيبات الدراسة في الخارج

 

من المؤكّد أنّ انتقالك إلى بلد أجنبيّ واستقرارك في مكان غير المكان الذي اعتدت عليه من الأمور التي لن تكون سهلة أبدًا، ولا سيّما في بداياتها، غير أنّ الوقت لا يلبث أن يمضي، فإذا حاولت بعد ذلك أن تعود بذاكرتك إلى الوراء، إلى أيام دراستك الأولى في الخارج، فإنّه سوف تبتسم وستدرك قدر الشوط الذي قد قطعته.

ثمّ إنّ ثمّة عدّة أمور يقع على عاتقك فعلها وتحمّل مسؤوليّاتها، مثلًا، يجب عليك أن تنهي أوراقك والوثائق التي تحتاجها، وأن تفتح حسابًا بنكيًّا، وأن تشتري شريحة هاتف، وغير ذلك من الأمور التي تتطلب الكثير من الصبر والطاقة.

وسنقدّم لك في هذا المقال بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع الأيّام والأسابيع الأولى من دراستك في الخارج آملين أن تكون تلك النصائح منارات هدى في طريق كلّ من يغادر وطنه بغية تحصيل العلم.

خطّط لرحلة دراستك في الخارج مقدّمًا

قد يكون من المفيد جدًّا أن تقوم بعمليّات بحث عن كلّ المعلومات التي تحتاجها حول البلد الذي ستدرس فيه، والجامعة التي ستلتحق بها، وأن تتأكّد من أنّك قد قرأت كلّ الرسائل والمنشورات التي قد تمّ إرسالها إليك، وأن تضع ملاحظاتك وتدوّنها عن أمور مثل: أيّ قطار ستركب عندما تصل إلى البلد الأجنبيّ الجديد؟ وما إلى ذلك من الأمور المهمّة.

وتأكّد أنّ التفكير المسبق بمثل هذه الأشياء أمر مفيد وناجح جدًّا وسيساعدك بشكل هائل، ثمّ إنّ الكتابة على الورق تجعلك تتذكر ما تريد تذكّره وتحميه من النسيان.

حضور جلسات الأسبوع التوجيهيّة

حاول أن ترتّب أمورك بحيث يُتاح لك وقت كافٍ لحضور الجلسات الترحيبيّة الإلزاميّة في الجامعة. معظم هذه الجلسات يكون جزءًا من الأسبوع التوجيهيّ الذي ينظّم خصيصًا للطلاب العالميّين الوافدين إلى الجامعة. وغالبًا ما تساعدك هذه الجلسات في اختيار اختصاصك الملائم، أو على الأقلّ تجعلك مطّلعًا على الموارد المتاحة في الجامعة. لذا حتّى وإن كانت هذه الجلسات غير إلزاميّة فإنّنا ننصحك أن تذهب إليها على الأقلّ مرّة واحدة في الأسبوع.

تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعيّة

إنّ كونك شخصًا اجتماعيًّا هو من أهمّ الأمور التي تسمح لك بتوطين نفسك أثناء دراستك في الخارج. من أجل ذلك حاول أن تستغلّ الأحداث التي تكون في الجامعة من أجل خلق علاقات طيّبة مع الطلاب الجدد، حتّى لو كنت تقضي معظم وقتك من أجل رفع مستوى درجاتك وتحسين تحصيلك العلميّ فإنّه من المؤكّد أنّك ستجد وقتًا فائضًا تستطيع فيه أن توطّد أواصر العلاقات مع الطلّاب الذين هم في صفّ أدنى من صفّك مثلًا.

وعلى الرغم من أنّ التعرّف على الطلاب الدوليّين الآخرين أمر جيّد ولكن حاول أن تتجاوزهم لتتعرّف أيضًا على طلّاب محليّين، أي: ينتمون إلى البلد الذي تدرس فيه.

لا تنسَ أن تنام

بعد يوم جافّ عصيب تكون قد قضيته في الطائرة منتقلًا من وطنك الأمّ إلى البلد الذي ستدرس فيه، من المؤكّد أنّ أوّل شيء ينبغي عليك فعله هو أن تخلد إلى النوم في ساعات الليل. لأنّ حصولك على النوم الكافي من شأنه أن يعطيك الحيويّة ويمدّك بالقوّة التي ستجعلك تتحمّل ضغوطات وتحديّات اليوم التالي. إذ إنّك بحاجة إلى فعل العديد من الأشياء، التي منها: إيجاد طريقك في المدينة أو الحرم الجامعيّ، والشراء من البقّالة، والحصول على شريحة هاتف، وإنشاء حساب في البنك، والاجتماع مع أناس جدد، وغير ذلك من الأمور المتعدّدة والمتشعّبة والتي تحتاج إلى قوّة وراحة.

كوّن تصورات واقعيّة حول الدراسة في الخارج

من المهمّ ألّا تنجرف وراء آمالك الورديّة حول الحياة الرائعة التي ستحصل عليها في الخارج. إذ من المحتمل أن تكون قد سمعت الكثير من القصص حول الحياة المذهلة للدراسين في الخارج. ونحن لا نقول لك: إنّ الدراسة في الخارج أمر سيئ وأنّ الحياة ستكون صعبة أثناء ذلك، بل على العكس، إنّما نريد منك أن تكون واقعيًّا، وأن تدرك أنّ ثمّة أيّامًا ستكون فيها مرتاحًا وستشعر فيها بالانطلاق والروعة، وفي المقابل ستمرّ عليك أيّام عاديّة، وأيّام مملّة، وهذا يعني أنّ الحياة هي الحياة أينما كنت، فيها الجميل وفيها ما دون ذلك.

كانت هذه نصائحنا وإرشاداتنا لك إذا كنت مسافرًا للخارج بغية الدراسة، وإذا كنّا قد أغفلنا شيئًا، أو إذا أحببت أن تفيدنا بتجربتك فنرجو أن تتواصل معنا لعلّ الفائدة تعمّ الجميع.

شارك المقال
فيسبوك تويتر جوجل+ بينتريست إيميل